Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
*** Chroniques des intellectuels arabophones ***
13 février 2009

فلنرفع أيدينا عن الشعب التونسي

فلنرفع أيدينا عن الشعب التونسي

لفت انتباهي وأنا أجول عبر الفايس بوك أشخاص ومجموعات تتناقش وتتجادل وتستند في كلامها إلى مصلحة
الشعب وما يريده الشعب وهوية الشعب,
ولا بأس ان نذكر ونتذكر في هذا المقام أن الشعب ليس معطى جاهزا نهائيا وإنما الشعب التونسي نحن جميعا باختلافاتنا ومواقفنا المتعددة, فأن يقول بعضهم إن علينا احترام مشاعر الشعب التونسي المسلم بعدم طرح قضية او أخرى وان يقول آخر غن علينا النضال من أجل الديمقراطية لأنها مطمح الشعب الأساسي وسواها أمر محيّر, فالبعض الأول ينسى أن الشعب التونسي مختلف, فكل من ينتمي إلى الجنسية التونسية من الشعب التونسي وفيهم المسلم المتطرف والمسلم المعتدل والمسلم بالوراثة وفيهم العلماني المسلم والعلماني غير المسلم وفيهم غير المسلم الذي يجاهر بإسلامه وغير المسلم الذي لا يجاهر به وهم كلهم مواطنون تونسيون

والبعض الثاني ينسى أن في الشعب التونسي من لا تعنيه قضايا الديمقراطية التي هي قضايا مختلف فيها، ومن الشعب التونسي من يعتبر أننا بلغنا الديمقراطية ومنهم من يدعو إلى ديمقراطية بحد السيف ومنهم من يعتبر أن التونسيين ليسوا أهلا للديمقراطية بعد

إننا لا ندافع عن موقف أو رأي دون آخر ولكن أدهشني رفضنا للتعدد وللاختلاف, إننا مختلفون يمكن أن نتناقش ونتحاور بل لا بد من أن نتناقش ونتحاور، بأسلحة الحجة والعلم والفكر لا بالاستناد إلى سلطة وهمية نصنعها غولا نمنع به الآخرين من التفكير، وكلمة الشعب التي يجذبها كل طرف لصالحه مدعيا أنه الأعلم بمشاعر الشعب ومصالحه والأقدر على احترام المشاعر والدفاع عن المصالح فارغة من معناها يلونها كلّ باللون الّذي يشاء(اللهم
إلا إذا اتفقنا على الكمّ مقياسا وأجرينا استفتاء في كل قضية حول قروبات الفايس بوك مثلا ولكن هل الكم مقياس للأصلح عبر التاريخ وهل نحن متأكدون من نتائج هذه الاستفتاءات فلنتصور استفتاء حول منع الرق في القرن الثاني للهجرة

أليس الأجدر أن نتعلم بعضا من التواضع والمسؤولية يحملاننا على أن نتحدث باسمنا وأن نتحمل تبعات ذلك، إننا
اليوم في تونس أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى أن نتكلم لأننا صمتنا طويلا، ففي الكلام شفاء ولسنا في حاجة أن نتكلم لكي يفرض كل على الآخر رأيه وفق سلطة مّا وإن تكن سلطة الإيهام بمعرفة ما يريده الشعب

فلنرفع أيدينا عن الشعب ولنواصل حوارنا وستأتي إرادة العالم كما يقول شوبنهاور بشيء لهذه البلاد، شيء لم يصنعه ولا يستطيع أن يصنعه فرد أو حتى مجموعة وإنما يتحقق بفعل كل واحد منا وتفاعل ذلك الفعل بطريقة لا يعرفها أحد مع الواقع ومع التاريخ ومع إرادة الله تعالى للمسلم ومع إرادة الكون لغير المسلم، فلنتكلم كي ينتج عن كلامنا يوما شيء آخر لبلادنا نرجوه جميلا أفضل وأحلى لأننا جميعا نحب هذه البلاد الطيبة ونحب هذا الشعب الذي نحن منه، نحبه إلى درجة أننا نستحي أن نتحدث باسمه


ألفة يوسف

Publicité
Publicité
Commentaires
*** Chroniques des intellectuels arabophones ***
Publicité
Newsletter
Archives
*** Chroniques des intellectuels arabophones ***
Publicité